الصحة النفسية والجسمية في القرآن الكريم
منتدى ثانوية الشهيد محمد بوعايسي :: قسم التعليم الثانوي - المواد الأدبية :: التربية الإسلامية :: السنة الثالثة ثانوي
صفحة 1 من اصل 1
الصحة النفسية والجسمية في القرآن الكريم
الصحة النفسية والجسمية في القرآن الكريم
1 النصوص القرآنية:
“ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ” الرعد الآية 28
” يا ايها الناس قد جائتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ” يونس الآية 57
“ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ” المؤمنون 5/7
“ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ” الإسراء الآية 82
“ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ” البقرة الآية 222
“ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ” النور الآية 30
“ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ” النحل الآية 115
“ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ” البقرة الآية 185
شرح مفردات الآيات:
النص الثالث: العادون: المجاوزون الحلال إلى الحرام.
النص الخامس: أذى: قذرٌ يؤذي.
النص السادس: يغضّوا من أبصارهم: يكفّوا نظرهم عن المحرمات.
النص السابع: والدم: المسفوح وهو السائل. ولحم الخنزير: أي الخنزير
بجميع أجزائه. أهل لغير الله به: ذُآر عند ذبحه اسم غيره تعالى. اضطرّ: دعته
الضرورة إلى التناول منه. غير باغ: غير طالب للمحرّم للذة أو استئثار. ولا
عاد: ولا متجاوز ما يسدّ الرّمق.
النص الثامن: عبري سبيل: مسافرون فقدوا الماء فيتيمّمون. الغائط: مكان
قضاء الحاجة ( آناية عن الحدث ). لامستم النساء: واقعتموهنّ أو مسستم
بشرتهنّ. صعيدا طيبا: ترابا، أو وجه الأرض، طاهرا.
النص التاسع: ولتكبّروا الله: لتحمدوا الله وتثنوا عليه.
المعنى العام:
الصحّة الجسمية
الجسم: يتألّف من ملايين الوحدات الأساسية المعروفة بالخلايا، وتتّحد هذه
الخلايا في أنسجة مختصّة تؤلّف بدورها أعضاء تتعهّد بهذه الوظيفة أو تلك،
وتتضافر آلّ الوظائف لتجعل هذه الآلة الحيّة العجيبة البالغة التعقيد التي بدأ العلم
يكشف أسرارها الهائلة بإعجاب متزايد.
والوقاية من جميع الأمراض، قال الله تعالى:
( حُرِّمَتْ عَلَيْكُم المَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمَ الخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالمُنْخَنِقَةُ
وَالمَوْقُوذَةُ وَالمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَآَلَ السَّبُعُ إِلّا مَا ذَآَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ )
. سورة المائدة الآية 3
( يَأَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمِلِ
. الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) سورة المائدة الآية 90
. ( وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ آَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً ) سورة الإسراء الآية 32
وللحفاظ على الجسم من الضرر رفع الإسلام بعض الفروض عن الإنسان ولم يكلفه
. بها قال الله تعالى: ( لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا ) البقرة الآية 286
الصحّة النفسية
النفس: هي مصدر السلوك والتوجيه حسب ما يغمرها من أفكار ويصبغها من
عواطف.
إنّ الاعتناء بصحّة النفس لا يتعارض مع المطالب المادية للجسم والمطالب
المعنوية للعقل، ولا يتنافى مع حاجات الإنسان، وسواء منها ما آان ضرورياً
آالأآل والشرب واللباس والنوم والراحة، أو طبيعياً آالزواج والعمل والسلامة
البدنية والصحة العقلية، بيد أنّ للصحّة النفسية حق الهيمنة على هذه الضروريات
من أجل أن يحفظ للإنسان توازن آامل بين مطالبه الروحية ومطالبه الماديّة، فتكمل
بذلك إنسانيّته، ويرتقي ببشريّته إلى الكمال المقدّر لها في هذه الحياة.
عناية القرآن بالصحة النفسية: لا شك أن القرآن الكريم اعتنى بالنفس اعتناء
خاصا، وذلك من خلال ما يأتي:
1 الصلة بالله: الإنسان في حاجة دائمة إلى تقوية هذه الصلة، فالعبد السالم
لرب واحد يطيعه ويلبي نداءه يكون ضميره مرتاح وقلبه منشرح، قال الله تعالى:
( الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِآْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِآْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) سورة الرعد
. الآية 28
2 التزآية والأخلاق: بالتخلّي عن الرذائل والتحلّي بالفضائل:
والرذائل التي يجب تزآية النفس منها، الرياء ( وهو عمل المرء العمل الصالح
ابتغاء محمدة الناس )، والشُح قال الله تعالى: ( وَمَنْ يُّوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ
المُفْلِحُونَ ) التغابن الآية 16 . والعُجب، والغُرور، قال الله تعالى: ( يَأَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا
غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكَرِيمِ ) الانفطار الآية 6. والكبر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( لا يدخل الجنّة من آان في قلبه مثقال ذرّة من آبر ) رواه مسلم. والحسد، قال الله
تعالى: ( وَلَا تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ ) النساء الآية 32 . وآلّ ما
يمقت الله تعالى عليه، ويذمّ المتصف به.
وأما الفضائل التي يجب للنفس الاتصاف بها فإنها آثيرة منها: التواضع، قال
الرسول صلى الله عليه وسلم: ( وما تواضع أحد لله إلا رفعه ) رواه مسلم. والإيثار،
. قال الله تعالى: (وَيُوثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ آَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ) الحشر الآية 9
والورع، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( فمن اتّقى الشبهات فقد استبرأ لدينه
وعرضه ) متفق عليه. والعفّة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( من يستغن يغنه
الله ومن يستعف يُعِفُّه الله..) متفق عليه. والقناعة، قال صلى الله عليه وسلم: ( طوبى
لمن هدي إلى الإسلام وآان عيشه آفافاً وقنع به) رواه مسلم. والعدل، قال الله
تعالى: ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ ..) النحل الآية 90 . والعفو قال الله تعالى:
( وَإِنْ تَعْفُواْ وَتَصْفَحُواْ وَتَغْفِرُواْ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) التغابن الآية 14 ، وغيرها
آثير.
3 الطمأنينة: وهي أهم عنصر في حياة الإنسان فكلما فقد الإيمان زادت
المشاآل وقلَّ الأمن النفسي، ومن فقد الطمأنينة من داخله عجز عن جلبها، فالدّين
يزرع الطمأنينة ويوضّح آيفية التعامل مع المشاآل. قال الله تعالى : ( إِذْ يُوحِي
. رَبُّكَ إِلَى المَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الذِينَ آمَنُوا ) سورة الأنفال الآية 21
4 التفاؤل والأمل: وهو أثر هامّ، أمل في الدنيا وذلك بالتعمير والبناء، وأمل
في الآخرة وذلك بالإخلاص وحسن التدبير. قال الله تعالى: ( وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ
. اللهِ ) سورة يوسف الآية
1 النصوص القرآنية:
“ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ” الرعد الآية 28
” يا ايها الناس قد جائتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ” يونس الآية 57
“ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ” المؤمنون 5/7
“ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ” الإسراء الآية 82
“ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ” البقرة الآية 222
“ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ” النور الآية 30
“ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ” النحل الآية 115
“ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ” البقرة الآية 185
شرح مفردات الآيات:
النص الثالث: العادون: المجاوزون الحلال إلى الحرام.
النص الخامس: أذى: قذرٌ يؤذي.
النص السادس: يغضّوا من أبصارهم: يكفّوا نظرهم عن المحرمات.
النص السابع: والدم: المسفوح وهو السائل. ولحم الخنزير: أي الخنزير
بجميع أجزائه. أهل لغير الله به: ذُآر عند ذبحه اسم غيره تعالى. اضطرّ: دعته
الضرورة إلى التناول منه. غير باغ: غير طالب للمحرّم للذة أو استئثار. ولا
عاد: ولا متجاوز ما يسدّ الرّمق.
النص الثامن: عبري سبيل: مسافرون فقدوا الماء فيتيمّمون. الغائط: مكان
قضاء الحاجة ( آناية عن الحدث ). لامستم النساء: واقعتموهنّ أو مسستم
بشرتهنّ. صعيدا طيبا: ترابا، أو وجه الأرض، طاهرا.
النص التاسع: ولتكبّروا الله: لتحمدوا الله وتثنوا عليه.
المعنى العام:
الصحّة الجسمية
الجسم: يتألّف من ملايين الوحدات الأساسية المعروفة بالخلايا، وتتّحد هذه
الخلايا في أنسجة مختصّة تؤلّف بدورها أعضاء تتعهّد بهذه الوظيفة أو تلك،
وتتضافر آلّ الوظائف لتجعل هذه الآلة الحيّة العجيبة البالغة التعقيد التي بدأ العلم
يكشف أسرارها الهائلة بإعجاب متزايد.
والوقاية من جميع الأمراض، قال الله تعالى:
( حُرِّمَتْ عَلَيْكُم المَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمَ الخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالمُنْخَنِقَةُ
وَالمَوْقُوذَةُ وَالمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَآَلَ السَّبُعُ إِلّا مَا ذَآَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ )
. سورة المائدة الآية 3
( يَأَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمِلِ
. الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) سورة المائدة الآية 90
. ( وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ آَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً ) سورة الإسراء الآية 32
وللحفاظ على الجسم من الضرر رفع الإسلام بعض الفروض عن الإنسان ولم يكلفه
. بها قال الله تعالى: ( لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا ) البقرة الآية 286
الصحّة النفسية
النفس: هي مصدر السلوك والتوجيه حسب ما يغمرها من أفكار ويصبغها من
عواطف.
إنّ الاعتناء بصحّة النفس لا يتعارض مع المطالب المادية للجسم والمطالب
المعنوية للعقل، ولا يتنافى مع حاجات الإنسان، وسواء منها ما آان ضرورياً
آالأآل والشرب واللباس والنوم والراحة، أو طبيعياً آالزواج والعمل والسلامة
البدنية والصحة العقلية، بيد أنّ للصحّة النفسية حق الهيمنة على هذه الضروريات
من أجل أن يحفظ للإنسان توازن آامل بين مطالبه الروحية ومطالبه الماديّة، فتكمل
بذلك إنسانيّته، ويرتقي ببشريّته إلى الكمال المقدّر لها في هذه الحياة.
عناية القرآن بالصحة النفسية: لا شك أن القرآن الكريم اعتنى بالنفس اعتناء
خاصا، وذلك من خلال ما يأتي:
1 الصلة بالله: الإنسان في حاجة دائمة إلى تقوية هذه الصلة، فالعبد السالم
لرب واحد يطيعه ويلبي نداءه يكون ضميره مرتاح وقلبه منشرح، قال الله تعالى:
( الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِآْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِآْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) سورة الرعد
. الآية 28
2 التزآية والأخلاق: بالتخلّي عن الرذائل والتحلّي بالفضائل:
والرذائل التي يجب تزآية النفس منها، الرياء ( وهو عمل المرء العمل الصالح
ابتغاء محمدة الناس )، والشُح قال الله تعالى: ( وَمَنْ يُّوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ
المُفْلِحُونَ ) التغابن الآية 16 . والعُجب، والغُرور، قال الله تعالى: ( يَأَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا
غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكَرِيمِ ) الانفطار الآية 6. والكبر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( لا يدخل الجنّة من آان في قلبه مثقال ذرّة من آبر ) رواه مسلم. والحسد، قال الله
تعالى: ( وَلَا تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ ) النساء الآية 32 . وآلّ ما
يمقت الله تعالى عليه، ويذمّ المتصف به.
وأما الفضائل التي يجب للنفس الاتصاف بها فإنها آثيرة منها: التواضع، قال
الرسول صلى الله عليه وسلم: ( وما تواضع أحد لله إلا رفعه ) رواه مسلم. والإيثار،
. قال الله تعالى: (وَيُوثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ آَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ) الحشر الآية 9
والورع، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( فمن اتّقى الشبهات فقد استبرأ لدينه
وعرضه ) متفق عليه. والعفّة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( من يستغن يغنه
الله ومن يستعف يُعِفُّه الله..) متفق عليه. والقناعة، قال صلى الله عليه وسلم: ( طوبى
لمن هدي إلى الإسلام وآان عيشه آفافاً وقنع به) رواه مسلم. والعدل، قال الله
تعالى: ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ ..) النحل الآية 90 . والعفو قال الله تعالى:
( وَإِنْ تَعْفُواْ وَتَصْفَحُواْ وَتَغْفِرُواْ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) التغابن الآية 14 ، وغيرها
آثير.
3 الطمأنينة: وهي أهم عنصر في حياة الإنسان فكلما فقد الإيمان زادت
المشاآل وقلَّ الأمن النفسي، ومن فقد الطمأنينة من داخله عجز عن جلبها، فالدّين
يزرع الطمأنينة ويوضّح آيفية التعامل مع المشاآل. قال الله تعالى : ( إِذْ يُوحِي
. رَبُّكَ إِلَى المَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الذِينَ آمَنُوا ) سورة الأنفال الآية 21
4 التفاؤل والأمل: وهو أثر هامّ، أمل في الدنيا وذلك بالتعمير والبناء، وأمل
في الآخرة وذلك بالإخلاص وحسن التدبير. قال الله تعالى: ( وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ
. اللهِ ) سورة يوسف الآية
angel of death- عضو جديد
- عدد الرسائل : 15
العمر : 31
تاريخ التسجيل : 10/01/2013
منتدى ثانوية الشهيد محمد بوعايسي :: قسم التعليم الثانوي - المواد الأدبية :: التربية الإسلامية :: السنة الثالثة ثانوي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى